بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير | ||||
نزيه | ||||
stolen life | ||||
ابو عدي | ||||
المقدم | ||||
ابو حسن | ||||
سها | ||||
عبد العزيز 5 | ||||
kald | ||||
مهند |
العبادة في رمضان 1
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العبادة في رمضان 1
العبادة في رمضان
الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح
الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون
حديثنا اليوم عن " العبادة في رمضان " ، وقد أظلتنا أيامه ولياليه وقد أقبل علينا بخيراته وبركاته .
وكثير من الناس يتساءلون ما بالنا نختلف في شهر رمضان عما في غير هذا الشهر ، فإذا قلوبنا أسرع خشية لله - سبحانه وتعالى - وأكثر رقة وتأثرا بآيات الله - سبحانه وتعالى - وإذا أعيننا لا تدمع من خشية الله ولا من سماع كلام الله إلى في هذا الشهر العظيم وفي لياليه المباركة ؟
ويسألون : من أين لنا هذه القوة التي تجعلنا نقبل على الطاعات التي لم نتعود عليها ونقبل إليها إقبال المشتاق إليها ، والمحب لها ، والراغب فيها ، والمستأنس بها .. ونصلي ما شاء الله لنا أن نصلي فنصلي صلاة التراويح ونجمع معها في أخر الشهر صلاة التهجد ونكثر من تلاوة القرآن ومن ذكر الله سبحانه وتعالى وتنطلق أيدينا بالإنفاق في سبيل الله وأمور أخرى كثيرة لا يكون الإنسان والعبد المؤمن فيها كما يكون في شهر رمضان ؟
فما هو هذا السر الذي تكون به العبادة على هذا الوجه وذلك قطعاً بالنسبة للإنسان المسلم المؤمن العابد لله سبحانه وتعالى ؟
وهو الذي ينصب حديثنا عنه وهو الذي نلمح مدى استفادته لهذا الشهر العظيم ، وأما الغافلين المعرضين وأما الساهين اللاعبين فلنا معهم حديث نفرق بينهم وبين هؤلاء ، فأي شيء في هذا الشهر العظيم يجعل الإنسان على هذا النحو من القرب من الله - سبحانه وتعالى - والإقبال عليه والإنابة إليه ودوام الصلة به سبحانه وتعالى ؟
لو تأمل الإنسان ؛ فإنه لن يجد أسباباً مادية لهذا الأمر ؛ فإن رمضان أيامه ولياليه مثل سائر أيام العام ولياليه ، وليس بينها وبين غيرها فرق وكذلك الإنسان نفسه هو هو ..لم يتغير هو بعقله وفكره وقلبه وخواطره وقوة بدنه لم يتغير فيه شيء ، بل ربما يكون في شهر رمضان فيه بعض الضعف البدني بسبب الصوم وكثرة العبادة ومع ذلك تكون عنده هذه القوة .
نتحدث عن هذا السبب من وجهين اثنين - وهما مهمان - ينبغي للمسلم أن يتعرف عليهما ، وأن يتفاعل معهما ؛ ليستنبط منهما ما يحيي قلبه ، وما يجعل عبادته لله - سبحانه وتعالى - في هذا الشهر عبادة خالصة كاملة تنفعه وتحي قلبه وتذكّره بما كان عليه من الغفلة ،وكذلك ليستنبط من هذا السر أو من هذا التعليل والتعليل ما يجعله منتفعا به في غير شهر رمضان ، فيكون له من الخير في غير رمضان بعضاً من هذا الخير العظيم الذي يكون له في رمضان .
الأمر الأول : هو فضل الله - سبحانه وتعالى - وحكمته البالغة في خصيصة من خصائصه - جل وعلا - لا يشاركه فيها أحد يظهر ذلك لنا من قول الله سبحانه وتعالى : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة } .
هو سبحانه وتعالى له حق الاختيار والاصطفاء والتفضيل ، فيجعل من البشر من هو أفضل من غيره ويجعل من الأمكنة ما هو أفضل من غيره ويجعل من الأزمنة ما هو أفضل من غيره وذلك لحكمة بالغة تبنى على علمه المحيط الشامل سبحانه وتعالى.
وتتضمن أيضا رحمة بالعباد ومنفعة لهم وخيرا يسوقه الله - سبحانه وتعالى - إليهم ونفحات من الإيمان ، ومواسم من الخير يزفها - جل وعلا - بفضله ومنه وجوده وكرمه على عباده حتى يغتنموها ، فيأخذوا من خير الله ويتعرضوا لنفحات الله سبحانه وتعالى.
فالله اختار من البشر رسلاً وأنبياء فضّلهم على سائر البشر بالوحي الذي أنزله عليهم لحمة بالغة ،كما قال الله سبحانه وتعالى : { الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس } .
وكما قال جل وعلا : { الله يعلم حيث يجعل رسالته } .
فاصطفى من صفوة الخلق ومن خيار البشر أولئك الرسل والأنبياء ، ففضلهم بهذه المنة على سائر الناس وإن كان في ذلك حكمة له - سبحانه وتعالى - بالغة إلا أن فيه أيضاً رحمة وخير للعباد فالرسل والأنبياء جاءوا بما يحي القلوب ، وبما يبين طريق الحق من الباطل ، وما يبين الشر من الخير فكان لهم أثر في الهداية والبيان والتبليغ عن الله سبحانه وتعالى.
وفضّل الله - جل وعلا - بعض الأمكنة على بعض وليس ذلك أحد إلى له - سبحانه وتعالى - فجعل البيت الحرام ، وجعل المسجد النبوي الشريف ، وجعل بيت المقدس أيضاً أماكن لها من المزية ما ليس لغيرها ، مع أنها من الناحية المادية ليس بينها وبين غيرها فرق فأرضها أرض وسماءها سماء وحجارتها مثل سائر الحجارة وكذا جبالها وسهولها ووديانها ولا شيء يميزها عن غيرها إلى أن الله - سبحانه وتعالى -خصها بالتفضيل وجعل لها مزية في الأجر والثواب وأحكاما في الحرمة والتعظيم ليس لغيرها وكان من أثر ذلك فضل ومنة على أهلها كما قال الله - سبحانه وتعالى - في دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام :
{ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } .
فإذا القلوب من أقاصي الأرض شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها ، تهفوا إلى تلك الأماكن المقدسة تقطع الفيافي القاحلة والمسافات الشاسعة وتركب الصعب والذلول وتنفق الأموال وتجهد الأبدان وما من شيء إلى أنها قد تنتقل من جنان خضراء إلى أرض صحراوية قاحلة ومن أراض غناء إلى أراض جرداء وما يحدوها إلى ذلك الشوق وتلك المحبة وذلك الفضل الذي جعله الله سبحانه وتعالى للديار المقدسة .
وكما فضل الله جل وعلا من البشر ومن الأمكنة فضل في الأزمنة فجعل هذا الشهر العظيم مفضلاً على سائر شهور العام وخصه بإنزال القرآن الكريم فيه وفضل ليلة القدر من بين لياليه وجعل الأمور والأعمال فيه مضاعفة الأجر كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله صلى الله عليه وسلم : ( عمرة في رمضان كحجة معي ) .
وذلك من تفضيل هذه الأيام المباركة ومن تعظيمها وما يقع الإنسان فيها من خير وتيسير في العبادة والطاعة
الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح
الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون
حديثنا اليوم عن " العبادة في رمضان " ، وقد أظلتنا أيامه ولياليه وقد أقبل علينا بخيراته وبركاته .
وكثير من الناس يتساءلون ما بالنا نختلف في شهر رمضان عما في غير هذا الشهر ، فإذا قلوبنا أسرع خشية لله - سبحانه وتعالى - وأكثر رقة وتأثرا بآيات الله - سبحانه وتعالى - وإذا أعيننا لا تدمع من خشية الله ولا من سماع كلام الله إلى في هذا الشهر العظيم وفي لياليه المباركة ؟
ويسألون : من أين لنا هذه القوة التي تجعلنا نقبل على الطاعات التي لم نتعود عليها ونقبل إليها إقبال المشتاق إليها ، والمحب لها ، والراغب فيها ، والمستأنس بها .. ونصلي ما شاء الله لنا أن نصلي فنصلي صلاة التراويح ونجمع معها في أخر الشهر صلاة التهجد ونكثر من تلاوة القرآن ومن ذكر الله سبحانه وتعالى وتنطلق أيدينا بالإنفاق في سبيل الله وأمور أخرى كثيرة لا يكون الإنسان والعبد المؤمن فيها كما يكون في شهر رمضان ؟
فما هو هذا السر الذي تكون به العبادة على هذا الوجه وذلك قطعاً بالنسبة للإنسان المسلم المؤمن العابد لله سبحانه وتعالى ؟
وهو الذي ينصب حديثنا عنه وهو الذي نلمح مدى استفادته لهذا الشهر العظيم ، وأما الغافلين المعرضين وأما الساهين اللاعبين فلنا معهم حديث نفرق بينهم وبين هؤلاء ، فأي شيء في هذا الشهر العظيم يجعل الإنسان على هذا النحو من القرب من الله - سبحانه وتعالى - والإقبال عليه والإنابة إليه ودوام الصلة به سبحانه وتعالى ؟
لو تأمل الإنسان ؛ فإنه لن يجد أسباباً مادية لهذا الأمر ؛ فإن رمضان أيامه ولياليه مثل سائر أيام العام ولياليه ، وليس بينها وبين غيرها فرق وكذلك الإنسان نفسه هو هو ..لم يتغير هو بعقله وفكره وقلبه وخواطره وقوة بدنه لم يتغير فيه شيء ، بل ربما يكون في شهر رمضان فيه بعض الضعف البدني بسبب الصوم وكثرة العبادة ومع ذلك تكون عنده هذه القوة .
نتحدث عن هذا السبب من وجهين اثنين - وهما مهمان - ينبغي للمسلم أن يتعرف عليهما ، وأن يتفاعل معهما ؛ ليستنبط منهما ما يحيي قلبه ، وما يجعل عبادته لله - سبحانه وتعالى - في هذا الشهر عبادة خالصة كاملة تنفعه وتحي قلبه وتذكّره بما كان عليه من الغفلة ،وكذلك ليستنبط من هذا السر أو من هذا التعليل والتعليل ما يجعله منتفعا به في غير شهر رمضان ، فيكون له من الخير في غير رمضان بعضاً من هذا الخير العظيم الذي يكون له في رمضان .
الأمر الأول : هو فضل الله - سبحانه وتعالى - وحكمته البالغة في خصيصة من خصائصه - جل وعلا - لا يشاركه فيها أحد يظهر ذلك لنا من قول الله سبحانه وتعالى : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة } .
هو سبحانه وتعالى له حق الاختيار والاصطفاء والتفضيل ، فيجعل من البشر من هو أفضل من غيره ويجعل من الأمكنة ما هو أفضل من غيره ويجعل من الأزمنة ما هو أفضل من غيره وذلك لحكمة بالغة تبنى على علمه المحيط الشامل سبحانه وتعالى.
وتتضمن أيضا رحمة بالعباد ومنفعة لهم وخيرا يسوقه الله - سبحانه وتعالى - إليهم ونفحات من الإيمان ، ومواسم من الخير يزفها - جل وعلا - بفضله ومنه وجوده وكرمه على عباده حتى يغتنموها ، فيأخذوا من خير الله ويتعرضوا لنفحات الله سبحانه وتعالى.
فالله اختار من البشر رسلاً وأنبياء فضّلهم على سائر البشر بالوحي الذي أنزله عليهم لحمة بالغة ،كما قال الله سبحانه وتعالى : { الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس } .
وكما قال جل وعلا : { الله يعلم حيث يجعل رسالته } .
فاصطفى من صفوة الخلق ومن خيار البشر أولئك الرسل والأنبياء ، ففضلهم بهذه المنة على سائر الناس وإن كان في ذلك حكمة له - سبحانه وتعالى - بالغة إلا أن فيه أيضاً رحمة وخير للعباد فالرسل والأنبياء جاءوا بما يحي القلوب ، وبما يبين طريق الحق من الباطل ، وما يبين الشر من الخير فكان لهم أثر في الهداية والبيان والتبليغ عن الله سبحانه وتعالى.
وفضّل الله - جل وعلا - بعض الأمكنة على بعض وليس ذلك أحد إلى له - سبحانه وتعالى - فجعل البيت الحرام ، وجعل المسجد النبوي الشريف ، وجعل بيت المقدس أيضاً أماكن لها من المزية ما ليس لغيرها ، مع أنها من الناحية المادية ليس بينها وبين غيرها فرق فأرضها أرض وسماءها سماء وحجارتها مثل سائر الحجارة وكذا جبالها وسهولها ووديانها ولا شيء يميزها عن غيرها إلى أن الله - سبحانه وتعالى -خصها بالتفضيل وجعل لها مزية في الأجر والثواب وأحكاما في الحرمة والتعظيم ليس لغيرها وكان من أثر ذلك فضل ومنة على أهلها كما قال الله - سبحانه وتعالى - في دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام :
{ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } .
فإذا القلوب من أقاصي الأرض شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها ، تهفوا إلى تلك الأماكن المقدسة تقطع الفيافي القاحلة والمسافات الشاسعة وتركب الصعب والذلول وتنفق الأموال وتجهد الأبدان وما من شيء إلى أنها قد تنتقل من جنان خضراء إلى أرض صحراوية قاحلة ومن أراض غناء إلى أراض جرداء وما يحدوها إلى ذلك الشوق وتلك المحبة وذلك الفضل الذي جعله الله سبحانه وتعالى للديار المقدسة .
وكما فضل الله جل وعلا من البشر ومن الأمكنة فضل في الأزمنة فجعل هذا الشهر العظيم مفضلاً على سائر شهور العام وخصه بإنزال القرآن الكريم فيه وفضل ليلة القدر من بين لياليه وجعل الأمور والأعمال فيه مضاعفة الأجر كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله صلى الله عليه وسلم : ( عمرة في رمضان كحجة معي ) .
وذلك من تفضيل هذه الأيام المباركة ومن تعظيمها وما يقع الإنسان فيها من خير وتيسير في العبادة والطاعة
نزيه- عدد المساهمات : 118
نقاط : 243
تاريخ التسجيل : 22/04/2009
الموقع : afeef.yoo7.com
مواضيع مماثلة
» العبادة في رمضان 2
» فضل شهر رمضان
» بشرتي في رمضان
» نفحات من شهر الرحمة (رمضان)
» شهر رمضان عبادة وصبر
» فضل شهر رمضان
» بشرتي في رمضان
» نفحات من شهر الرحمة (رمضان)
» شهر رمضان عبادة وصبر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 17, 2010 12:44 am من طرف المدير
» القبض على سعودي يقوم بترويج عملة سعودية ودولارات مزورة في حمص
الجمعة سبتمبر 17, 2010 8:33 am من طرف المدير
» حفلة زفاف عفيف بكر
الأربعاء سبتمبر 15, 2010 1:34 pm من طرف المدير
» من كنوز الحسنات
الجمعة أغسطس 20, 2010 1:46 am من طرف المدير
» وقفات مع آيةالكرسى
الجمعة أغسطس 20, 2010 1:44 am من طرف المدير
» كيفية تهيئة أطفالنا لصيام رمضان شهرالغفران؟2
الجمعة أغسطس 20, 2010 1:42 am من طرف المدير
» كيفية تهيئة أطفالنا لصيام رمضان شهرالغفران؟1
الجمعة أغسطس 20, 2010 1:41 am من طرف المدير
» رمضان كريم
الجمعة أغسطس 20, 2010 1:38 am من طرف المدير
» مداخلة
الأحد يوليو 25, 2010 5:50 am من طرف المدير